معارض الكتاب والتشجيع على القراءة !

السلام عليكم ...

صورة الكاتب الجزائري "ياسمينة خضرة"
رايات عملاقة ترفرف في سماء ولاية باتنة، شعارها "أمة إقرأ تقرأ"،  واضح أن هذا المعرض قد رُصد له الملايين من الدينارات، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة ممثَّلة في دار الثقافة للولاية، وعلى مدى أيام عديدة من الإشعار والترويج لهذا الملتقى الضخم والذي ستَتَنافس فيه العديد من دور النشر الجزائرية والعربية، ولما لا العالمية !
كل هذا يغرس في فكرك ويعشِّش في رأسك رأيا وحيدا، ألا وهو:
 أن تجمع مُدخراتك من الأموال وتلغي مشاريعك التسويقية وتطرق الباب على مَدينيك لتملأ حصّالتك بما يمكن صرفه في وجوه الخير.. وأن تقتني بذلك ما جادت به العقول النيرة والأقلام الرصاصية من علم غزير ينتفع به، ومن رواية تسلّيك في وحشتك، أو كتاب تاريخي يكون سميرك في الأيام الباردة. وتجسد بذلك المثل القائل: "وخير جليس في الأنام كتاب".
لكن .. ما أن تلج بقدمك هذا المعرض ومع أول كتيب تلمسه بيدك، تحترق مباشرة بسعره، وتسقط من أمامك كل تلك الشعارات المرفوعة، وكل تلك الخيالات التي رسمتها وكل تلك الأحلام التي كنت تتلذذ بها !

هذا ما حدث لي ومع أول خطوة لي في هذا المعرض، مع أول دار نشر تقابلني .. رأيت كتابا لمؤلف جزائري يتخذ من "ياسمينة خضرة" اسما له في كتاباته، الكتاب من نوع livre de poche ومنطقيا لن يتجاوز ثمنه 300 دج، وهذا ما جال بخاطري أول مرة، رفعت الكتاب، تصفحته قليلا، وأشرت إلى مسؤول المبيعات أستفسره عن الثمن ..  رد قائلا: 750 دج !
كان هذا رده الذي صُعقت به، وضعت الكتاب وأكملت جولتي الإستعراضية للكتب التي لها نفس الميزة تقريبا، الثمن الباهض.

ترى، كيف يتم تشجيع القراءة بهذا الشكل ؟ وكيف يجعلون من الكتاب صديقا وهم يبعدونه عنّا بهذا الشكل ؟ 
من الأمور المتعارف عليها أن تكون مثل هذه المعارض فرصة ومناسبة للمنافسة وخفض الأسعار، وليس جمع أرشيف المكتبات ونشره أمام الملإ بأسعار خيالية مستغلين الحضور الجماهيري وتعطشه إلى القراءة !!!



بقلم: ياسر يكن

تعليقات

  1. الجهل مفروض على الأمة فرض لأن أعداءها يعون جيدا أنهم متى تعلموا تحرروا (عندك حديث ما يجده الشيطان في مكابدة العالم)

    لو كنت مفتيا (و لست كذلك) لرخصت في خرق حقوق التأليف و الحالة هذه. لما كنا أصحاب العلوم في بغداد و قرطبة أعطيناها ببلاش و بخسوا علينا حتى بنسبتها إلينا، أما اليوم فالطالب الذي يكابد عناء العيش لا يستطيع دفع ثمن كتاب واحد و لا يجد من يعيره إياه لا مكتبة و لا هم يحزنون و هذا في رأيي يحق له نسخ الكتب لنفسه و لا كرامة

    ردحذف
  2. وهذا ما نقوم به فعلا في حياتنا اليومية د.جلال

    الكتب التقنية والكتب الطبية نادرة جدا جدا، وإن وُجدت فثمنها خيالي فعلا، أما كتب علم الكلام والفكر والسياسة فيمسها مقص الرقيب دون شك !

    ردحذف
  3. السلام عليكم
    اتمنى ان تكون اخي ياسر بخير بخصوص هذا الموضوع اقول بارك الله فيك على الاعلام
    سبب كون الكتب غالية بهذا الشكل في بلادنا و في معارضنا يرجع الي غياب الدور الفعال لدور النشر الموجودة لدينا بالاضافة الي ثمن النقل من الخارج الينا و الذي يأتي ثلثيه من النقل البحري و طبعا كما تعلم الجزائر الان تمتلك فقط 3 بواخر نقل و غالبا موجودة في محطات الصيانة لي تجربة في النشر حاولة العام الماضي نشر كتاب لي في مجال التدريس بالكفاءات خاصة بمادة الكهرباء لو اسرد لك القصة لما تعجبة من ثمن المعروض صدقني .
    دور النشر لدينا يسميها من يتعامل معها بدور الافلاس
    تقبل تحياتي واحترامي

    ردحذف
  4. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

    أهلا أخي عبد الناصر، صحيح، أنا معك في أن لدور النشر عندنا أهمية كبيرة في نشر المتاب وهي المسؤولة الاولى ةالأخير عن ثمن المتاب، بل أتهمها في أنها عي المسؤولة عن تكديس آلاف الكتي التي تنتظر النشر لحد الآن (لا أتكلم عن الكتب الممنوعة من قبل السياسيين).

    ردحذف

إرسال تعليق


(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد)

التدوينات الأكثر زيارة

ألم ألمَ بالجزائر

برامج ويندوز vs برامج لينكس

حادثة المروحة

ثورة أول نوفمبر 1954 .

يوميات في بلاد القبائل !