عن السينما الأمريكية أتحدث!

الأمريكان .. دائما ما يظهرون في أفلامهم بأنهم "كحالش الفيلم" وأنهم متميزون جدا، وأنهم قمة التحضر والإنسانية والرقي.
نفوسهم هادئة ويعرفون ما يفعلون، لديهم خطط مسبقة لكل شيء، عندما يرتجلون يحسنون الإرتجال، يحبون الطبيعة.. ولا يدخنون في الأماكن العامة، يحسّون ببعضهم البعض، ويرْثون لحال المتشرد في الشارع، بارعون في الرسم والرقص والعزف على البيانو .. حتى أنهم يجيدون التقبيل!.
الأمريكي عندما يعود من حرب فيتنام أو العراق لا يظهر بأنه خسر حربا، وإنما يظهر بأنه أنقذ شعبا كان همجيا، قذرا، لحيته طويلة، أشعث الرأس، لا يعرف ما هو رغيف الخبز ولا يعرف الجبن.
الأمريكان في أفلامهم، هم شعب الله المختار، أحيانا يبتليهم ويرسل عليهم الفياضانات والبراكين والنيازك، وأحيانا يستضيفون مخلوقات من مجرات أخرى .. ياللمصادفة! إنهم يتكلمون الإنجليزية، واختارو شواطئ ميامي محطة لهم!.
الله يكلم الأمريكي ويزوره في منامه ويدلّه على الطريق الأمثل لاسترجاع أمواله أو حبيبته التي وجدها في أحضان صديقه واحتار في الإختيار بينهما!.
الأمريكي في أفلامه بارع في التقنية بالفطرة، وهو متميز في دراسته ولا يشرب الخمر إلا بعد أن يتم 18 سنة.
أفلام أمريكا تصور لنا أمريكا على أنها جنة الله في الأرض، فيها أنهار وبحار خلابة، غابات وأشجار مثمرة وغير مثمرة، صحراؤهم.. أجمل صحراء في العالم، وجبالهم.. هي التي أرست الأرض وتمنعها بأن تميد بنا، وعندما تحترق الغابات في كولورادو تسحر الأعين بلهيبها!.
عندما تنهي مشاهدة فيلم أمريكي تجتاحك موجة من المتناقضات، وتبحث مباشرة عن جواز سفرك الأخضر الذي لا يسمن ولا يغني وتنظر إليه بعمق وتقول:
اللهم أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها!.

تعليقات

التدوينات الأكثر زيارة

ألم ألمَ بالجزائر

برامج ويندوز vs برامج لينكس

حادثة المروحة

مطلوب أستاذ مشرف !!

مئوية ميلاد مصطفى بن بولعيد