تبا لحرّيةٍ من هذا الطراز !

السلام عليكم ...


اليوم فرح الليبيون بانتصارهم على قائدهم، وفرحوا بالمجزرة التي ارتكبوها في حقه و"بهدلته" على مرأى من القاصي والداني، وبالتالي رضيت عنهم فرنسا وزبانيتها، سوف لن أهنئهم بهذا الإنتصار العقيم برأيي .. انتصار لم يصنعه الثوار كما يبدو للعيان، وإنما هو "انتصار" صنعه الحلف الأطلسي، ليس لسواد عيون الليبيين، وإنما لسواد ارضهم بالنفط !، ولا أظن ان هذا الأمر يخفى على المجلس الإنتقالي وعموم الليبيين ..

هذه الكلمات ليست تأييدا لما فعله العقيد في حق شعبه، وليست تشجيعا للظلم والإستبداد، وإنما هي تنديد بما قام به الهمجيون من تنكيل بجثة العقيد، وتعذيب شديد لقيه قبل قتله، أين الفرق بينكم وبينه في هذ ؟!، ونسيتم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "ارحمو عزيز قوم ذل".

أين أنتم من الإسلام والمسلمين؟ أين أخلاق الحروب والمعارك ؟ أم أنكم وضعتم كل هذا وراء ظهوركم، عجبا لأمركم، وأفٍّ لكم ولما قمتم به.

وأنا أشاهد هذه المظاهر الأليمة والتي تخلوا من الإنسانية والرحمة، مرت أمام عيني صور القائد الفاشي "موسوليني" وما لقيه من الإيطاليين الذي قاموا باحتلال ليبيا فيما بعد، وكأن الشعب الليبي ورث جينات الهمجيين الإيطاليين الذين يمثلون بجثث الموتى  وينكلون بهم قبل قتلهم شرّ قتلة.

وعدت بفكري قليلا إلى أيام قليلة مضت فإذا بصورة الرئيس العراقي أمامي، والطريقة المخزية التي أعدم بها في أول أيام عيد الأضحى ...
كما قلت، هذا ليس تشجيعا للإستبداد والمستبدين الذين نناضل في سبيل التخلص منهم، لكن أن نتخلص منهم بالطرق التي كانوا يسيرون بها فهذا هو الظلم بعينه، ولا اختلاف بيننا وبينهم في شيء، وكأننا "تخلصنا من مستبد لإرساء قواعد الإستبداد"

وتلك الأيام نداولها بين الناس، فكما تكونوا يُولَّ عليكم ...


ياسر يكن
:(

تعليقات

  1. غير معرف10/21/2011

    أصبت يا ياسر
    إليك ما قلته اليوم أيضًا عن هذا الأمر:

    لم أحترم القذافي يومًا وكنت أتمنى رحيله لينتهي شره خاصة وأن قادة مصر منذ عهد السادات ينبذونه وقد شارك في عمليتي اغتيال للرئيس مبارك، ومع ذلك تركه لأجل العمالة المصرية الكبيرة في ليبيا، وقد سمعت بأذني ورأيت بعيني حديثًا لوكيل المخابرات العامة المصرية منذ أربع سنوات عن آلية تعامل مصر مع المجنون القذافي على حد وصفه للحفاظ على أبواب رزق كبيرة للعمالة المصرية هناك، وبرغم كل هذا لست سعيدًا بالمرة بأن يكون عِوضًا عنه حلف الناتو وأن تكون نهايته بهذا المشهد اللا إنساني وبالطبع يملكني ذات الشعور مع كل نفسٍ بشرية ذاقت ظلمًا من أي طرف وعلى رأسهم القذافي في ليبيا ... الآن تتداخل عدة مشاعر : سعادة بانتهاء عصر القذافي، وحزن على النهايات العنيفة اللا قيمية بالمرة بين البشر هناك، وقلق بشأن مستقبل ليبيا
    وأخيرًا من حقي أن أتساءل ولو من باب التندر: هل كان من الممكن أن تكون هناك ليبيا جديدة بدون القذافي وفقا لسناريو انتقالي آخر غير الذي عاصرناه ؟!

    ردحذف
  2. في الحقيقة أخي أحمد، العمل الذي قام به ما يسمون أنفسهم بالثوار يصب في خانة الحقد والكراهية، ولما لا الخيانة للوطن.
    ففي سبيل أن ترض عنهم فرنسا وأزلامها يرخص كل نفيس .. حتى الشرف!
    صراحة، وأقولها بملء الفم أن ما قام به الليبيون لا يصب في أي قالب من قوالب المصلحة العليا للوطن، وكأني بهم قاموا بالثورة والإنتفاض من أجل الإنتفاض فقط!
    منذ أن بدأت مباركة الغرب لثورة اللبيبيين وثبقل الليبيين لهذه المبارة، زالت عننها الشرعية.

    ردحذف

إرسال تعليق


(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد)

التدوينات الأكثر زيارة

ألم ألمَ بالجزائر

برامج ويندوز vs برامج لينكس

حادثة المروحة

ثورة أول نوفمبر 1954 .

يوميات في بلاد القبائل !